شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
أمثلة للغلط الذي يقع فيه بعض الرواة
فمثل بحديث رسم> كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار متن_ح> رسم> مشهور هذا الحديث، ومع ذلك رجح أن فيه علة، وأنه تفرد به هذا الراوي، وأنه أخذه من الحديث الذي فيه أنه رسم> رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة فنودي للصلاة فألقى السكين وقام ولم يتوضأ متن_ح> رسم> فأخذ من هذا الحديث حديثا آخر رسم> كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار متن_ح> رسم> وأحاديث كثيرة بين فيها غلط بعض الرواة، فتوسع في ذلك أيضا الدارقطني اسم> في كتابه المطبوع الذي استوفى فيه ما يتعلق بطرق الحديث وبالأحاديث التي فيها علل، وذكر أنه أملاه إملاء لم يكتبه وإنما أملاه من ذاكرته وكان حافظا.
يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط وغلط فيه، فيقال: هذا الحديث فيه علة خفية ظاهرة أو خفية وتتجلى لغيره قادحة فيه. ومن ذلك ذكروا أن مسلما اسم> رحمه الله جاء إلى البخاري اسم> وسأله عن حديث كفارة المجلس، فقال البخاري اسم> إن فيه علة خفية وظاهره الصحة، ثم ذكر أن فلانا رواه ووقفه وأن الموقوف أشهر.
يقول: يعرف بسبب ظاهر كما عرفوا أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة اسم> وهو حلال، وذلك لأن ابن عباس اسم> مع أن ميمونة اسم> خالته، ثبت في الصحيحين أنه قال: تزوج ميمونة اسم> وهو محرم.
هكذا قالوا: واستدل بهذا الحنفية على أن المحرم يجوز أن يتزوج وأن ينكح ويعقد، وخالفهم الجمهور، وصححوا أن هذا الحديث غلط؛ فإن ابن المسيب اسم> يقول: وهم ابن عباس اسم> وإن كانت خالته. وثبت في صحيح مسلم اسم> عن ميمونة اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال، وبنى بها وهو حلال، وماتت في .. . وكذلك ثبت أيضا في حديث أبي رافع اسم> مولى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: وكنت الواسطة بينهما. ذكر أنه ما عقد عليها إلا بعدما تحلل؛ وذلك لأنه قدم مكة اسم> في سنة سبع محرما فطاف وسعى ثم بعد ذلك تحلل ونحر هديه.
ثم خطب ميمونة اسم> وعقد له عليها بعدما تحلل، وابن عباس اسم> في ذلك صغير يمكن أن عمره عشر سنين؛ لأنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، فعمره عشر سنين، يمكن أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم إن كان قد اعتمر معه؛ لأنه لم يكن قد هاجر، يمكن أنه رآه وعليه لباس الإحرام؛ لأن لباس الإحرام في ذلك الوقت كان معتادا، يعني لباس الإزار كان معتادا يلبسه المحرم وغير المحرم. ويمكن أيضا أنه لما رأى الهدي لم ينحر ظن أنه لا يزال محرما؛ فلذلك قال ابن المسيب اسم> وهم ابن عباس اسم> .
يقول: نعتقد أيضا أنه صلى الله عليه وسلم صلى في البيت ركعتين، وروي عن ابن عباس اسم> أنه لم يصل، وهذا أيضا من غلطه؛ وذلك لأنه دخل معه بلال اسم> وأسامة اسم> وعثمان بن طلحة، اسم> وجاء ابن عمر اسم> فسأل بلالا اسم> أين صلى؟ فذكر أنه صلى بين العمودين، فثبت أنه صلى، فابن عباس اسم> غلط في ذلك.
وكذلك يتحقق أنه اعتمر أربع عمر؛ عمرة الحديبية وإن لم يتمها، وعمرة القضاء، وعمرة الجعرانة، وعمرة مع حجته. إن قول ابن عمر اسم> اعتمر في رجب وقع فيه غلط أنكرته عليه عائشة اسم> وهو يسمع، وسكت ولم يقل شيئا.
وعلموا أيضا أنه تمتع وهو آمن في حجة الوداع، يعني في حجة الوداع تمتع، وذلك أن المتمتع يدخل فيه القارن والمعتمر، وهو قارن والقارن يسمى متمتعا، وكذلك أمر الصحابة أن يتمتعوا . قول عثمان اسم> لعلي اسم> كنا يومئذ خائفين غلط من بعض الرواة، ليس هناك خوف وهي حجة الوداع.
وما وقع في بعض طرق البخاري اسم> أن النار لا تمتلئ حتى ينشئ الله لها خلقا هذا أيضا غلط؛ لأن الله لا يعذب قوما بغير ذنب، هذه أمثلة للغلط الذي يقع فيه بعض الرواة، ذكر ذلك استطرادا.
مسألة>